你的位置:伊斯蘭之光 >> 主頁 >> 人生與社會 >> 社會經緯 >> 詳細內容 在線投稿

愛戀故鄉屬於信仰(呼圖白)

排行榜 收藏 打印 發給朋友 舉報 來源: 本站原創    作者:webmaster
熱度4958票  瀏覽671次 【共0條評論】【我要評論 時間:2010年3月11日 18:03

  呼圖白講壇

( 阿漢對照第170講 )

  一卅柯 · 韓文成    編譯

خطبة الجمعة بتاريخ 26 من ربيع الأول 1431هـ الموافق 12 / 3 / 2010م

伊斯蘭紀元1431年3月26 日 / 西元2010年3月12日主麻演講


 

حُبُّ الْأَوْطَانِ مِنَ الدِّينِ

愛戀故鄉屬於信仰

 

 الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

 )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ([آل عمران:102].

)يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا([النساء:1].

)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا([الأحزاب:70ـ71].

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ.    

أيهُّا المسلمونَ:

إنَّ حُبَّ الْوَطَنِ وَالتَّعَلُّقَ به وَالْحَنِينَ إليه أَمْرٌ فِطْرِيٌّ مَرْكُوزٌ فِي النُّفُوسِ الْبَشَرِيَّةِ، فهو مَهْدُ الطُّفُولَةِ، وَمَدْرَجُ الصِّبَا، وَمَغْنَى الشَّبَابِ، وسجل الذكريات، يعيش فيه الإِنْسَانُ فيألف أَرْضَهُ وَسَمَاءَهُ، ويرتبط بسهوله وجباله وأشجاره وغدرانه، يألف حره وبرده وتقلباته، ويحس فيه بالسعادة الغامرة والأنس الجميل.

فَكُلُّ خَيْرٍ يَجِدُهُ الإِنْسَانُ فِي ثَرَى وَطَنِهِ، وَكُلُّ نِعْمَةٍ يُنْعِمُ اللهُ بِهَا عَلَيْهِ تَعْقِدُ وَشِيجَةً ورباطا زائداً بينه وبين ذلك الصقع من أرض الله، وَلاَ يَنْسَى الإنسان أن تِلْكَ الأَرْضَ هي الَّتِي احْتَضَنَتْهُ واكتنفته وهو أحوج ما يكون إلى ذلك قبل أن ينشئ أي علاقة أخرى مع أي مكان كان.

ونحن نلاحظ أن هذا الحنين إلى الأوطان أمر في غريزة كثير من المخلوقات فهي تنجذب إلى مآلفها ومواطنها كلما فارقتها أو ابتعدت عنها، فحنين الإبل إلى مرابضها والأطيار إلى أوكارها كل ذلك من سنة الله.

عبادَ اللهِ:

إِنَّ الإِسْلاَمَ لاَ يَتَنَكَّرُ لِلْفِطْرَةِ البَشَرِيَّةِ، وَلاَ يُحَارِبُ الطِّبَاعَ الإِنْسَانِيَّةَ، بل تلك أحداث السيرة تَقُصُّ عَلَيْنَا كيف وقف رسول الله r يخاطب مكة ذلك الخطاب الذي يُدْمِعُ الْعَيْنَ ويجرح القلب بَعْدَ مَا مَكَثَ بَيْنَ أَظْهُرِ أَهْلِهَا ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً يَدْعُوهُمْ لِعِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ وَنَبْذِ الشِّرْكِ، فناله منهم أعظمُ الإيذاء والتكذيب.

وَحِينَ طَفَحَ الْكَيْلُ وَبَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى، وَقَرَّرُوا قَتْلَ النبي r فِي مُؤَامَرَةِ دَارِ النَّدْوَةِ، خرج رسول الله r من مكة، ولكنه لم يخرج ناقما عليها ولا كارها لها لما ناله فيها خلال تلك السنين، بل ودعها بِتِلْكَ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَقْطُرُ رِقَّةً وحبا وَحَنِيناً وإيمانا ، فقال: " واللهِ إنَّكِ لأحبُّ البقاعِ إلى اللهِ وأحبُّ البقاعِ إليَّ، ولولا أنَّ قوْمَكِ أخرجُونِي منكِ ما خَرَجْتُ " [أخرجَه الحاكِمُ].

وَكَذَلِكَ كَانَ أَصْحَابُ رسول الله r يحنون إلى مكة بَعْدَ مَا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ وَوَجَدُوا فِيهَا من الإيواء والمؤازرة والتبجيل ما شهد القرآن لأهله شهادته الخالدة: ) وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( [الحشر: 9]

فلَمْ تُنْسِ الْمَدِينةُ أَهْلَ مَكَّةَ الْحَنِينَ إِلَيْهَا، فَكَانَ بِلاَلٌ رضي الله عنه وَقَدْ أَصَابَتْهُ حُمَّى الْمَدِينَةِ ويرفع بها عقيرته:

أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً           بِوَادٍ  وَحَوْلِي   إِذْخِرٌ    وَجَلِيلُ

وَهَلْ  أَرِدَنْ  يَوْمـاً  مِيَاهَ  مِجَـنَّةٍ           وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ

إخوةَ الإيمانِ: 

وَهَا نَحْنُ أُولاَءِ قَدْ أَكْرَمَنَا اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي وَطَنِنَا بِأَنْوَاعِ النِّعَمِ فأغدق علينا من الرزق الحلال وجعل بلادنا آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، أَطْعَمَنَا مِنْ جُوعٍ وَآمَنَنَا مِنْ خَوْفٍ، كبت أعداءنا وأجاب دعاءنا، وهيأ لنا من أَسْبَابِ الرَّاحَةِ وَالسَّعَادَةِ ما لا قبل لنا بشكره ولو صرفنا في ذلك العمر كله ، أَمْنٌ قَائِمٌ ، وعيش رغيد ، وَحَيَاةٌ هَنِيَّةٌ ، عمار وأمان وقرار، وَقَدِ امْتَنَّ اللهُ تَعَالَى بِبَعْضِ ذلك عَلَى قُرَيْشٍ فَقَالَ عز وجل: ) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ( [العنكبوت: 67] وإِنَّهَا لَمِنَّةٌ عَظِيمَةٌ أَنْ يَرْزُقَكَ اللهُ الأَمْنَ، في حين أن الناس إلى جانبك يتخطفون من الخوف، لاَ يَهْنَأُ لَهُمْ عَيْشٌ وَلاَ يَهْدَأُ لَهُمْ بَالٌ ولا يقر لهم قرار، كما خاطب الله تعالى المسلمين بعد بدر مذكراً لهم بما كانوا فيه في مكة : ) وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( [الأنفال: 26].

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:

إن من مظاهر حب الوطن أن يعمل الإنسان ما استطاع من أجل حماية مكاسبه وصيانة خيراته ومقدراته، ويكون عينا حارسة له من كل عدو ومتربص في الداخل أو الخارج، وإن ذلك - مع تقوى الله والشعور بنعمته – شكر لهذه النعمة واستدامة لها بإذن الله، قال الله سبحانه: ) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ( [إبراهيم: 7]

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

       一切榮耀屬於安拉,我們讚美主、求主佑助、求主寬恕,求主保佑我們免遭自身惡行的傷害;受主指引者無人能迷誤之,遭主棄絕者無人能引導之;我作證萬物非主,惟有安拉,獨一無二的主;我作證先知穆罕默德是主的僕人和使者,願主賜福安於他和聖裔及全體聖伴們!

       「信士們啊!你們要虔誠地敬畏安拉,只應以順從者的身份死亡。」(3:102)

       「世人啊!你們要敬畏造化了你們的主,他創造一人,並從中造出其配偶,由他倆繁衍出許許多多的男女。你們要敬畏你們相互以其名義進行訴求的主,並敬重親屬關係,安拉是監察你們的主。」(4:1)

       「【70】信士們啊!你們要敬畏安拉,並說正確的話,【71】安拉就會改善你們的行為,寬恕你們的罪過。順從安拉及其使者的人必獲巨大的成功。」(33:70-71)

       珍貴不過安拉的經典,美好不過先知的道路,醜惡不過離經叛道,離經叛道就是異端行為,異端行為就是迷誤行為,迷誤行為必遭火獄之災。

       各位穆斯林:

       熱愛故鄉和懷念故土,是人類的天賦情感。那是童年的搖籃,幼兒的學步,青春之歌,成長的回憶。生活在故鄉的人們,習慣家鄉的土地和天空,熟悉家鄉的山水草木,適應家鄉的氣候變化,人在故土多能感到異地無法替代的喜悅之情。

       安拉使人在家鄉所獲的每一個恩典,和人在故土上得到的每一次幸福,都會讓人與那一方水土結下深厚的感情,令人無法忘記那塊曾經擁抱和養育過他的土地。遊子無論身處何地,故鄉總是令其魂牽夢繞的地方。

       我們注意到,依戀故鄉也是許多動物的本能,無論離開多久多遠,它們總能返回到最初的棲息地,駱駝戀圈和飛鳥戀巢等,都是安拉造就的自然現象。

       安拉的僕民啊!

       伊斯蘭從不違反人類的天性,先知穆罕默德(願主福安之)的感人事蹟告訴我們,他被迫離開自己的故鄉麥加時曾講過一番令人傷心落淚的話。

       他曾在麥加宣教十三年,號召人們放棄多神崇拜而只崇拜獨一的安拉,於是遭到了權貴們的極力反對和殘酷迫害。到了最後,逆徒們開會密謀決定殺死先知時,安拉的使者(願主福安之)奉主之命進行遷徙。臨別之際,他沒有因為自己在這些年所受的遭遇而怨恨這座城市,而是以飽含深情和堅定信念的話語向它告別:「以安拉起誓!你是安拉最喜歡的地方,也是我最熱愛的故鄉,要不是你的居民逼迫我離開,我是捨不得離你而去。」(《哈克目聖訓錄》第1787段)

       聖伴們跟隨先知(願主福安之)遷徙到麥迪那後也常思念故鄉,於是輔士們給予了他們很好的安置、幫助和撫慰,《古蘭經》對此做了永恆的見證:「還有那些先于他們安居家園並堅守正信的人(輔士),他們愛護遷徙而來的教胞,對遷士所得之物毫不動心,他們寧肯自己生活窘迫也要克己讓人。戒除內心貪欲的人是成功者。」(59:9)

       儘管如此,身在麥迪那的麥加人還是念念不忘自己的故鄉,比如聖伴比倆裡(願主喜愛之)在麥迪那生病發燒時曾大聲呻吟:

還能在麥加谷地睡一覺嗎         聞聞萱草和狼尾草的味道

還能喝到麥劍耐的泉水嗎         還能見夏邁和泰菲勒山嗎

       各位教胞:

       至尊主給了我們各種各樣的恩典,給我們降下了豐富的佳美給養,使我們家鄉安定,生活富裕,供我們食物免饑餓、保我們安全免恐懼。他擊敗了我們的敵人,應答了我們的祈求,為我們提供了獲取幸福的各種手段,所賜的恩典令我們終生感激不盡,他使我們生命安全、生活舒適、安居樂業,如同曾賜給古萊什人的恩典:「難道他們沒有看到我使聖城成為平安之地,而其周圍的人們卻飽受蹂躪嗎?難道他們還信謬誤而否認安拉的恩惠嗎?」(29:67)

       這確實是巨大的恩典,安拉使我們得到安全,而世界上有許多人卻處在恐懼之中,他們生活不定、心神不寧。在百德爾戰役後,安拉提醒穆斯林不要忘記以前的處境:「你們要記住,當初你們只是軟弱可欺的少數,你們擔心遭人劫掠。是他讓你們得以安居,援助你們取得了勝利,並賞賜你們佳餚美食,但願你們感恩。」(8:26)

       各位信士:

       熱愛故鄉的表現是:盡力保護家鄉的財富和各項果實,保衛故土不受任何敵人的侵犯。除了敬畏主和感謝主之外,愛護故鄉也是感恩和保持主的恩典的表現,至尊主說:「當時,你們的主宣佈:‘如果你們知恩感激,我必給你們增加恩典;如果你們忘恩負義,我的懲罰肯定是嚴厲的。’」(14:7)

       我講這些,祈望主饒恕我和你們大家,向主懺悔吧!主是至恕至慈的。


感謝流覽伊斯蘭之光網站,歡迎轉載並注明出處。

TAG: 信仰 呼圖白 故鄉
頂:187 踩:250
對本文中的事件或人物打分:
當前平均分:-0.28 (1120次打分)
對本篇資訊內容的質量打分:
當前平均分:-0.24 (1126次打分)
【已經有2274人表態】
642票
感動
526票
路過
548票
高興
558票
同情
上一篇 下一篇
發表評論

網友評論僅供網友表達個人看法,並不表明本網同意其觀點或證實其描述。

查看全部回復【已有0位網友發表了看法】