遠離姦淫(呼圖白)
الخطبة الثانيـــة
第二部分
الحمدُ للهِ الذي رَضِيَ الإسلامَ لِلمؤمنينَ دِيناً، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ له؛ خَلَقَ الخَلْقَ لِعبادَتِهِ وأَعانَهم عَلَى طاعَتِهِ، وكَفَى باللهِ هادِياً وَمُعيناً، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ بَعَثَهُ رَبُّهُ داعِياً إلى الأَخْلاقِ وَصادِقاً أَميناً، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ الذين اطْمَأَنُّوا بالإسلامِ قُلُوباً وَقَرُّوا بهِ عُيُوناً.
أمَّا بعدُ:
فأُوصيكم ـ أيُّها الناسُ ـ ونفسِي بتقْوَى اللهِ فهِيَ التجارَةُ الَّتي لا تَبورُ، وأَحُثُّكم علَى مُراقَبَتِهِ فإنَّه يَعْلَمُ خائِنَةَ الأَعْيُنِ وما تُخْفِي الصدورُ.
أيُّها الأحِبَّةُ:
إنَّ العاقِلَ إذا رأَى أسبابَ الهَلاكِ تَجَنَّبَها، وإذا دَعَتْهُ نَفْسُهُ إلى الشَّهَواتِ لَجَمَها، إذِ اللبيبُ يُفَكِّرُ في المآلِ والثَّمَرةِ فإذا هِيَ كالعَلْقَمِ بَلْ أَشَدُّ مَرارةً، فَهلْ ثَمَّةَ إلاّ العَار والشَّنَارُ؟!وانْتِهاكُ الحُرُماتِ وتَخْريبُ الدِّيارِ؟!. وإذا شاءَ العَبْدُ الـمُبْتَلَى بهذِهِ الفاحِشَةِ الـمُنْكَرَةِ أنْ يَتَخَلَّصَ مِنْ أُوَارِها وَلَظَى نارِها فَلْيَعْمَلْ عَلَى تَقْوِيَةِ إيمانِهِ، وزِيادَةِ صِلَتِهِ بَربِّهِ، وأنْ يُحافِظَ علَى الصَّلَواتِ حَيْثُ يُنادَى بِهنَّ، وَيْبتَعِدَ عَنِ الصُّوَرِ والنَّظَرِ الـمُحرَّمِ الذي يُثيرُ الغَريزَةَ ويُلْهِبُ الشَّهْوَةَ، وَلْيَتَذكَّرْ أنَّ الجزاءَ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ، وأنَّ الشَّأْنَ كما تَدِينُ تُدانُ، وما أحَسَنَ قَوْلَ القائِلِ:
مَـنْ يَزْنِ يُزْنَ ولَــــوْ بجِــــدارِهِ إنْ كُنْتَ يـا هَـــذا لَبيباً فَـافْهَمِ
إنَّ الزِّنـا دَيْــــــنٌ فإنْ أقْرَضْتَــهُ كانَ الوَفا مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ فَاعْلَمِ
لَوْ كُنْتَ حُرّاً مِنْ سُلالَةِ ماجِدٍ ما كُنْتَ هَتَّاكاً لِحُـرْمَةِ مُسْـلِمِ
عَنْ أبي أُمامَةَ t قالَ: إنَّ فَتىً شابّاً أتَى النبيَّ r فقالَ: يا رسولَ اللهِ ائْذَنْ لي في الزِّنا فأقبَلَ القومُ علَيْهِ فزَجَروهُ وقالُوا: مَهْ مَهْ، فقالَ:"ادْنُهْ" فَدَنا مِنْهُ قريباً قالَ: فجلَسَ. قالَ"له النبيُّr :أتحبُّهُ لأُمِّكَ؟ قالَ لا وَاللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِداءَكَ، قالَ: ولا الناسُ يُحِبُّونَـهُ لأُمَّهاتِهم. قالَ: أَفَتُحِبُّهُ لابْنَتِكَ؟ قالَ: لا وَاللهِ يا رسولَ اللهِ، جعلَنِي اللهُ فداءَكَ، قالَ: ولا الناسُ يُحبُّونَهُ لبناتِهم.قالَ أفتحبُّهُ لأُخْتِكَ؟ قالَ: لا وَاللهِ، جعلَنِي اللهُ فداءَكَ. قالَ: ولا الناسُ يحبُّونَهُ لأخَوَاتِهم. قالَ: أفتحبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟ قالَ: لا وَاللهِ، جعلَنِي اللهُ فداءَكَ، قالَ: ولا الناسُ يحبُّونَهُ لعَمَّاتِهم. قالَ: أفتُحِبُّهُ لخالَتِكَ؟ قالَ: لا واللهِ، جعلَنِي اللهُ فداءَكَ، قالَ: ولا الناسُ يحبُّونَهُ لخالاتِهم. قالَ: فوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وقالَ:"اللهمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وطَهِّرْ قَلْبَهُ، وحَصِّنْ فَرْجَهُ" فَلْمَ يَكُنْ بعدَ ذلِكَ الفَتَى يِلْتَفِتُ إلى شَيْءٍ.[أخرجَه أحمدُ والطبرانيُّ].
أَلاَ وصلَّوا وسَلِّمُوا علَى نبَيِّ المرْحَمةَ وقائِدِ الملْحَمَةِ. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، اللهمَّ أَعِنَّا عَلَى إصلاحِ أَنْفُسِنا، ونبِّهْنَا مِنْ نَوْمَةِ الغافِلين، وبَصِّرْنَا بِعُيُوبِنَا، ولا تَكِلْنا إلى هَوانَا طَرْفَةَ عَيْنٍ أبداً، ولا تَجْعَلِ الدُّنْيا أكْبَرَ هَمِّنَا، ولا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، ولا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا في دِينِنَا.
اللهمَّ اغفِرْ ذُنوبَنا واسْتُرْ عُيوبَنا واجْبُرْ كَسْرَ قُلوبِنا، اللهمَّ حَبِّبْ إلينا الإيمانَ وَزَيِّنْهُ في قُلوبِنا، وَكَرِّهْ إلينا الكُفْرَ والفُسوقَ والعِصْيانَ، واجْعَلْنا يا رَبَّنا مِنَ الراشِدينَ. اللهمَّ اشْفِ مَرْضانا، وعَافِ مُبْتلانا، وأجِبْ دُعاَءنا وأهْلِكْ أَعْداءَنا. اللهمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والـمُشْرِكينَ، اللهمَّ جَنِّبْنا الفواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وما بَطَنَ، وعافِنا مِنْ مُضِلَّاتِ الأَهْواءِ وَالفِتَنِ، وَاغفِرْ لنا وَلِوالِدِينا وَلِلْمسلمينَ أجمعينَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاَةَ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنًّا سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ، ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حسَنةً؛ وفي الآخرةِ حسَنةً؛ وقِنا عذابَ النَّارِ.
عبادَ اللهِ:
}إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{ } النحل: 90{.
فاذكُرُوا اللهَ العظيمَ يذكُرْكُمْ، وَاشْـكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، }وَأَقِمِ الصَّـلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ { }العنكبوت: 45{.
讚美安拉為信士選定伊斯蘭信仰。我見證萬物非主，惟有安拉，獨一無二的主，萬物被造只為崇拜主，人類獲援只為順從主，安拉足為引導者和佑助者；我見證先知穆罕默德是主的僕人和使者，是奉命召喚世人崇尚道德的誠實可信之人，願主賜福安於他和聖裔以及對伊斯蘭心滿意足的聖伴們！
安拉的僕民啊！
我囑告你們和我自己要敬畏主，敬畏主是人生一本萬利的投資，我敦促你們要時刻保持對主的敬畏感，因為主洞曉一切眼神和心中的秘密。
各位教胞：
凡是有理智的人在看到姦淫的誘因時會自覺躲開，在受到欲望的誘惑時能夠克制住自己，因為他明白其後果非常苦澀，只會使人遭受恥辱、觸犯大罪和毀壞家庭！所以，凡是遭遇姦淫誘惑的人，若想擺脫火獄之刑，就應加強自身的信仰、增加與主的聯繫、按時堅守拜功、遠離各種刺激性欲和放蕩縱欲的場合，謹記善惡之報如影隨形的道理。有人說的好：
淫人者人淫之 智者應明此理
姦淫猶如借錢 終由家人償還
君若是個俊傑 不該自損尊嚴
聖伴艾卜伍麻麥（主降喜愛）傳述：“有一位青年來求先知說：‘安拉的使者啊！請您允許我姦淫。’人們紛紛呵斥道：‘閉嘴！’並要揍他，而先知卻說道：‘讓他到我跟前來。’於是他走到先知跟前坐了下來。先知問他：‘你願意讓你的母親去姦淫嗎？’小夥子回答說：‘不願意！願主讓我為您獻身。’先知說：‘人不願意自己的母親去姦淫，那你願意自己的女兒去姦淫嗎？’他說：‘不願意！願主讓我為您獻身。’先知說：‘人不願意自己的女兒去姦淫，那你願意自己的姐妹去姦淫嗎？’他說：‘不願意！願主讓我為您獻身。’先知說：‘人不願意自己的姐妹去姦淫，那你願意自己的姑媽去姦淫嗎？’他說：‘不願意！願主讓我為您獻身。’先知說：‘人不願意自己的姑媽去姦淫，那你願意自己的姨媽去姦淫嗎？’他說：‘不願意！願主讓我為您獻身。’先知說：‘人也不願意自己的姨媽去姦淫。’然後先知將手放在他身上說道：‘主啊！求您寬恕他的罪過，淨化他的心靈，保守他的貞操。’從那以後，那位青年再也沒有什麼非分之想了。”（《艾哈邁德聖訓錄》《推蔔拉尼聖訓錄》）
現在讓我們祝福仁慈的先知和人類的導師：主啊！求您永賜福安于先知穆罕默德和聖裔、全體聖伴及其歷代追隨者們。主啊！求您佑助我們改造自身，提醒我們從昏睡中覺醒，求您使我們明察自身缺陷，一刻也不要讓我們受欲望控制，求您不要使今世成為我們的最大煩惱和知識極限，求您不要使我們的信仰遭受磨難。
主啊！求您饒恕我們的罪過、遮掩我們的隱私、醫治我們的心靈；主啊！求您使我們熱愛正信，以正信裝飾我們的心靈，求您使我們厭惡昧恩、放蕩和背叛，使我們成為走正道的人。
主啊！求您治療我們的病人，使我們的患者康復，求您應答我們的祈求，消滅我們的敵人；主啊！求您使伊斯蘭和穆斯林變得強大，使以物配主行為和以物配主者變得卑賤；主啊！求您使我們遠離各種明暗的放蕩行為，使我們免遭各種欲望和災難的誘惑，求您饒恕我們和我們的父母以及所有的穆斯林。
主啊！求您改善我們的領導者們，使他們從事您喜歡的事業，迫使他們敬主從善；主啊！求您使我們的家園和所有穆斯林國家國泰民安；我們的主啊！求您賜予我們今世幸福和後世幸福，使我們免遭火獄之災。
安拉的僕民啊！
“安拉命令公正、行善、周濟親人，禁止淫蕩、作惡、迫害他人。他告誡你們，以便你們覺悟。”（《古蘭經》16章90節）
你們要讚頌偉大的主，主會賜福你們；要感謝主的恩典，主會加倍回賜你們，主說：“你要禮拜，禮拜確實能抑制淫蕩和犯罪，讚頌安拉是最重要的大事，安拉知曉你們的一切作為。”（《古蘭經》29章45節）
感謝流覽伊斯蘭之光網站，歡迎轉載並注明出處。
