你的位置:伊斯蘭之光 >> 主頁 >> 人生與社會 >> 精神昇華 >> 詳細內容 在線投稿

淡泊知足(呼圖白)

排行榜 收藏 打印 發給朋友 舉報 來源: 本站原創    作者:webmaster
熱度4441票  瀏覽761次 【共0條評論】【我要評論 時間:2009年5月29日 11:06

  呼圖白講壇

(阿漢對照第128講)

 一卅柯 · 韓文成    編譯

خطبة الجمعة بتاريخ 5 من جمادى الآخرة 1430هـ الموافق 29 / 5 / 2009م

伊斯蘭紀元1430年6月5 日 / 西元2009年5月29日主麻演講


 الزُّهْــدُ وَالْقَنَاعَـةُ

淡泊知足

 

  الحمدُ للهِ الواحدِ القهَّارِ، مُكَوِّرِ النَّهارِ على الليلِ ومُكَوِّرِ اللَّيلِ على النَّهارِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له عالـمُ الجَهْرِ والإِسرارِ، أيقظَ مَن شاءَ مِن عبادهِ وزَهَّدَهم في هذهِ الدَّارِ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُه المصطفَى المختارُ، رَغِبَ عَن هذِهِ الحياةِ وَفَرَّ إلى العزيزِ الغفَّارِ، صلَّى اللهُ وسلَّمَ عليهِ وعلَى آلهِ وصحبِهِ السادةِ الأبرارِ، أُوليِ التَّفَكُّرِ والأَبصارِ، وأصحابِ القناعةِ والاعْتبارِ، وعلَى تابِعيهِم بإحسانٍ ما تَعَاقَبَ اللَّيلُ والنَّهارُ.

    أمَّا بعدُ:

    فأُوصِيكم – عِبادَ اللهِ – وَنَفْسِي بتقوَى اللهِ حَقَّ تَقْوَاهُ، واستَعِدُّوا بالأعمالِ الصَّالحةِ ليِومِ لُقْياهُ، فَطُوبَى لِمَنْ خافَ مِـنَ الجليلِ، وَعَمِـلَ بالتنزيلِ، وقَنَـعَ مِنْ دُنْياهُ بالقليلِ، واسـتَعدَّ لِيَوْمِ الرَّحيلِ، إذِ الوقوفُ فيه طويلٌ، والحسابُ فيه ثقيلٌ، يقولُ سبحانَه:} وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ { } البقرة :281{.

فَلَن يَصحَبَ الإنسـانَ مِن قبلِ موتِهِ        ولا بعـدَهُ إلا الذي كانَ يَعْمَـــلُ

أَلا إِنمـا الإنســـــــانُ  ضَيـفٌ لأهلِهِ         يُقيمُ قليـلاً بينـهُم ثُم يَرْحَــــلُ

    مَعاشِرَ المسلمينَ:   

    إنَّ مِن سُنَّةِ اللهِ تعالَى في هذهِ الدَّارِ، أَلاَّ يَقِرَّ لها قَرارٌ، دارُ شقاءٍ وتَعَبٍ، وَعَناءٍ وَنَصَبٍ، مَتاعُها قليلٌ، وكثيرُها ضئيلٌ، حلالُها حسابٌ، وحَرامُها عِقابٌ، لا تَصفُو لِشارِبٍ، ولا يَبقَى لها صاحِبٌ، مَن أحبَّها أذَلَّتْهُ، ومَن تَبِعَها أعْمَته.

هِيَ الدَّارُ دارُ الأذَى والقَــــــذَى             ودَارُ الفَنــــــاءِ ودَارُ الغِيَــــــــــــرْ

فلـو نِلْتَهَــا بِحذافِيرِهــــــــــــــا           لَمُتَّ ولم تَقْضِ مِنهـــا الوَطَـــرْ

    لو تَفَكرْتُم – يَرعاكُمُ الله – فِيمَنْ حولَكم مِنَ البَشَرِ، لمَاَ وَجَدْتم أَحَداً سالِماً مِنَ المصائِبِ والأحزانِ والكَدَرِ، إلا مَن شاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فواحِدٌ مُصابٌ بالأسْقامِ والعِلَلِ، وآخرُ مُصابٌ بِعُقُوقِ الوَلدِ، وهذا مُبتلًى بِسُوءِ خُلُقِ زوجتِهِ، وهنا تاجرٌ قد خَسِرَ تجارتَهُ، وهناك فقيرٌ يشكو سُوءَ حالتِهِ، وهذا يَجِدُّ ويجتهدُ ولا ينالُ مُناهُ، وذاك يَشقَى ويتعبُ ولا يُحَصِّلُ مُبتغَاهُ.

جُبِلَتْ على كَدَرٍ وأنت تُريدُهـا       صَفْواً مِنَ الأقذارِ والأكْـــــــــدارِ

ومَكَلِّفُ الأيامِ  ضِـــــدَّ طِباعِها              مُتَطَلِّبٌ في الماءِ جَـــــذْوَةَ نارِ

هكذا هِيَ الدنيا، وهكذا العيشُ فيها، ليس فيها راحةٌ أبديَّةٌ، ولا سعادةٌ حقيقيَّةٌ، إنما الراحةُ والنعيمُ المقيمُ، والسعادةُ والفوزُ العظيمُ، لمن رَحِمَهُ اللهُ فَزَحْزَحَهُ عَنِ الجحيم،} فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ{ }آل عمران:185{، سُئِلَ الإمامُ أحمدُ رَحِمَهُ اللهُ: متى الراحةُ يا أبا عَبدِ اللهِ؟ فقال:" عِندَما نضعُ أوَّلَ رِجْلٍ في الجنةِ ".

هكذا فَهِمَ سَلَفُنا الصالحُ الدنيا، وهكذا وَعَواْ طبيعَتهَا وعرفوا كُنْههَا، ولذلك تجافَوْا عنها، ولم يغتَرُّوا بها وبزُخْرُفِها، بل كانوا فيها غُرباءَ مسافرينَ، لِوَصَيَّةِ نبيهِم وقُدْوَتِهم r مُمْتَثلين:" كُنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ"[أخرجه البخاري]، لقد كانت حياتُه r تطبيقاً عَمَلياً لقوله، كان مَثلاً أعلَى في الزُّهدِ والقَناعةِ، وقُدوةً عظيمةً في الإقبالِ على الطاعةِ، عَن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ t قال:نام رسـولُ الله r على الحصيرِ فقام وقَـدْ أثَّر في جَنبهِ، فَقُلنا يا رسـولَ اللهِ لو اتخذنا لك وِطاءً، فقال:" ما لي وما للدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكبٍ اسـتَظَلَّ تحتَ شجرةٍ ثم راح وتَرَكها" [أخرجه الترمذي]، وعَن عائشةَ رضيَ الله عنها أنها قالت لعُروَةَ:" ابنَ أختي إنْ كنا لننظُرُ إلى الهلالِ ثُم الهلالِ، ثلاثَةَ أَهِلَّةٍ في شـهرين وما أُوقِدَتْ في أبياتِ رسـولِ اللهِ نارٌ"، فقلتُ: يا خالةُ ما كان يُعيِشُكُم؟ قالت:" الأسودانِ التمرُ والماءُ، إلا أنّه قد كان لرسولِ الله r جيرانٌ من الأنصارِ، وكانت لهم منَائِحُ، وكانوا يمنحونَ رسولَ الله r مِن ألبانهم فَيَسْقِينا"[ أخرجه البخاري].

وعن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالت:"لقد مات رسولُ الله وما شَــــــــــــبِعَ من خُبزٍ وزَيتٍ في يومٍ واحدٍ مرتين" [ أخرجه مسلم]، وفي الصحيحين عن أبي ذَرٍّ t قال: قال رسولُ اللهِ r:"ما يَسُرُّني أنّ عِندي مثلَ أُحُدٍ هذا ذَهَباً، تمضي عليَّ ثالثةٌ وعندي منه دينارٌ، إلا شيئاً أرصده لِدَيْنٍ، إلا أنْ أقولَ به في عبادِ اللهِ هكذا وهكذا وهكذا"، عن يمينهِ وعن شمالهِ ومِن خِلفْه، ثم مشىَ فقال: "إن الأكثرينَ هم الأقلُّونَ يومَ القيامةِ، إلا مَن قال هكذا وهكذا وهكذا ـ عَن يمينِهِ وعن شمالِهِ ومِن خَلفهِ ـ وقليلٌ ما هُم"، هـذا ما عاش عليه رسولُ الله، وهذا ما مات عليه، فعن عمرِو بنِ الحارثِ قال:"ما تَرَك رسولُ اللهِ عِندَ موتِهِ درهماً ولا ديناراً ولا عبداً ولا أَمَةً ولا شيئاً إلا بغْلَتَهُ البيضاءَ وسلاحَهُ، وأرضاً جعلها صَدقـةً" [ أخرجه البخاري].

    واعلموا أتباعَ سيِّدِ المرسلين أنَّ علَى هذا النهجِ المتينِ، سـار الصحابةُ ومَن بعدَهم مِنَ التابعين، فقد كان عمرُ بنُ الخطابِ t وهو خليفةٌ يخطبُ الناسَ، عليه إزارٌ غليظٌ فيه ثِنْتَا عَشْرَةَ رُقْعةً، فتقولُ له ابنتُهُ حفصةُ رضي الله عنها: يا أميرَ المؤمنينَ لو اكْتَسَيْتَ ثوباً هُو أَلْيَنُ مِن ثوبِكَ، وأكلْتَ طعاماً هو أطْيبُ من طَعامِكَ، فَقَدْ وَسَّعَ اللهُ مِنَ الرزقِ، وأكثرَ مِنَ الخيرِ، فقال: "إني سَأُخاصِمُكِ إلى نفسِكِ، أمَا تَذْكُرينَ ما كان رسولُ الله r يَلقَى من شِدَّةِ العيشِ، وكذا أبو بكرٍ"، فما زال يُذَكِّرُها حتّى أبكاها، ثم قال: " أمَا واللهِ لأُشارِكَنَّهُما في مِثلِ عَيشِـهِما الشـديدِ، لَعلِّي أُدْرِكُ عيشَهُما الرَّخِيَّ"، يقول الحسنُ البَصرِيُّ رَحِمه الله:"أدرَكْتُ أقواماً لا يفرحونَ بشيءٍ مِنَ الدنيا أُوتُوهُ، ولا يَأسفونَ على شيءٍ منها فَاتَهم، ولقد كانت الدنيا أهونَ عليهم مِنَ التُرابِ الذي يمشونَ عليه".

    إخوةَ الإسلامِ:

    إنَّ ما سمعْتُم به شيءٌ نَزْرٌ، مما رواهُ لنا أهلُ الحديثِ والأثرِ، وأصحابُ التراجمِ والسِّيَرِ، لقد كانوا مع شِدَّةِ أحوالِهم، وعظيمِ فَقْرِهِم، أهْلَ قَناعةٍ وسعادةٍ، وأهلَ رِضاً عَنِ اللهِ سبحانه، إنها جنةُ الإيمانِ، والأُنْسِ بالرحيمِ الرحمنِ، يقولُ إبراهيمُ بنُ أدهمَ رحِمَهُ اللهُ:" إننا لَفيِ سعادةٍ لو عَلِمَ  بها الملوكُ وأبناءُ الملوكِ لجالَدُونا عليها بالسُّيوفِ"، ثُمَّ لْنَعْلَمْ أنَّ الزُّهدَ لا يعني التَّقتيرَ علَى النفسِ، وتحميلَها ما لا تَحتمِلُ من الضِّيقِ والبُؤسِ، بل للمرءِ أن يأخذَ ما يَكفيهِ مِنَ المبُاحاتِ لكنْ دُونَ إسرافٍ، أَوْ أنْ تَستَحْوِذَ على قلبِه فتكونَ أكبرَ هَمِّهِ، ويبتعدَ عَنِ المُحرَّماتِ والـمُشْتَبِهاتِ، ويتزَوّدَ بالصالحاتِ ليومِ الكُرُبات، فلا يكونُ بذلكَ قَدْ خرجَ عن الزُّهدِ المرادِ، يقولُ اللهُ سبحانَه: } وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا { }القصص: 77{، قال ابنُ القَيِّم – رحمه الله -: " الزهــدُ فَراغُ القلبِ مِنَ الدنيا، لا فراغُ اليَدِ منها".

   أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَلِيَّ الْعَظِيمَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

        讚美安拉 —— 唯一獨尊、征服一切、使晝夜相互交替之主;我見證萬物非主,惟有安拉,獨一無二、知明識暗的主,他使其意中者覺悟而不貪婪;我見證先知穆罕默德是主的僕人和精選使者,他淡泊今世而一心向主,願主賜福安於他和聖裔,以及虔誠正直、才高識遠、廉潔知足、以人為鑒的聖伴及其追隨者們,直到永遠!

        安拉的僕民啊!

        我囑告你們和我自己要虔誠地敬畏安拉,以善功為見主之日而做準備。恭喜那些畏懼安拉、謹遵天啟、對今世容易知足、為後世多做準備的人,他們明白後世審判的肅立時間很長,審判過程非常嚴厲。至尊主說:「你們要謹防將被召歸於安拉的那一天,人人都會得到自己行為的全部報酬,絲毫不受虧待。」(《古蘭經》2章281節)

        生前死後陪伴人的        無非是自身的作為

        人人都是家庭過客        稍待片刻各自登程

        各位穆斯林:

        造物主給今世造化的定律是世事無常,這是一個令人備嘗艱辛和飽經風霜的不幸世界,享樂有限,賤多貴少,做事要守法,犯法要受罰,事事不如意,生命不長久,戀之者遭辱,求之者若盲。

        佈滿塵埃之世        多變虛幻之境

        縱使擁有全部        也難得遂所願

        假如你們 —— 願主保佑你們!—— 觀察周圍的人,除了安拉所意中者之外,幾乎看不到一個十全十美的人,人人都有痛苦、悲傷和煩惱,有人因生病而痛苦,有人因子女而發愁,有人因配偶而苦惱,有人因生意而焦慮,個個抱怨生活狀況不如意,這個為拼搏努力達不到目的而鬱鬱寡歡,那個為辛勤勞動得不到回報而憤憤不平,····

        本是濁物        何以求清

        強其所難        水中取火

        頓亞(今世)就是如此,生活就是這樣,沒有永久的快樂和真正的幸福。只有那在後世獲得主的慈憫而遠離火獄的成功者,才會享有永遠的快樂和幸福:「被隔離火獄而獲准進天堂的人已獲得成功,今生只不過是虛幻之境。」(《古蘭經》3章185節)

        曾經有人問伊瑪目艾哈邁德(主降慈憫):「艾卜阿蔔頓拉啊!我們到什麼時候才能放鬆自己?」他回答說:「只有當我們將一隻腳邁進天堂的時候。」

        先賢們如此看透今世及其本質,淡泊今世不受其浮華表像所騙,他們視自身為今世過客,一言一行都遵照先知的遺言行事:「在今世你要像一個外鄉人或過路人。」(《布哈裡聖訓錄》)

        先知(主賜福安)的一生,也正好實踐了自己的這句話,他對今世的淡泊知足和一心為主的品德是人類的最佳榜樣。聖伴阿蔔頓拉·本麥斯歐德(主降喜愛)傳述:「聖使在草席上睡覺,每次起來身上都有草席印,我們就說:‘聖使啊!讓我們給您做一個褥子吧!’他回答說:‘我不喜歡今世的享受,我在今世就像一個樹下乘涼的過客,稍待片刻就得啟程。’」(《帖密濟聖訓錄》)

        聖妻阿伊莎(主降喜愛)曾對外甥歐勒瓦說:「我們聖使家以前有時連著兩三個月都不生火做飯。」歐勒瓦問道:「姨媽啊!那你們是靠什麼活下來的呀?」阿伊莎回答說:「就靠棗和水,有時聖使的輔士鄰居也會送些奶讓我們喝。」(《布哈裡聖訓錄》)

        她(主降喜愛)還說:「聖使去世前沒有在同一天吃過兩頓有餅和油的飽飯。」(《穆斯林聖訓錄》)

        聖伴艾卜贊賴(主降喜愛)傳述:「聖使說:‘即便我擁有像這座吳侯德山一樣大的金山,我也不會感到高興,不出三日只會剩下一個金幣,除了留一點還債的錢以外,我會把它全部散盡。’他朝左右和後面比劃了一番後說道:‘多數人在複生日所得回賜很少,除非如此這般進行施散的人,這種人確實很少。’」(《兩大聖訓錄》)

        這就是先知淡泊知足的生活寫照,聖伴阿慕爾·本哈裡斯(主降喜愛)傳述:「聖使去世時沒有留下一枚金幣和銀幣,沒有留下一個男僕和女僕,也沒有留下任何東西,只有他騎的那頭白騾子和上戰場用的那把武器,還有一塊施捨給了窮人的土地。」(《布哈裡聖訓錄》)

        聖伴們和後來的追隨者們也都堅持走先知的道路。作為打敗了羅馬和波斯兩大帝國的哈裡發,歐麥爾·本罕塔蔔(主降喜愛)在向大眾講話時,居然還穿著一件打了十二個補丁的粗布衣服,為此他的女兒聖妻哈福賽(主降喜愛)勸他說:「信士們的元首啊!假如你穿一件更軟一點的衣服,吃的伙食稍好一些也是可以的呀!安拉已經擴大了我們的給養,給了我們很多福分。」他回答道:「這樣我就得說你了,你不記得聖使的生活曾經是怎樣的艱苦嗎?還有艾蔔拜克爾,你忘了嗎?」他一直把女兒給說哭了,然後又說道:「以安拉發誓!我一定要和他倆一樣在今世過清貧的生活,到了後世也許就能趕上他倆的舒適生活。」

        哈桑白塞瑞(主降慈憫)說過:「我發現一群人,他們不為物質所得而喜,不為生活所失而憂,今世對他們而言賤如腳下的泥土。」

        先賢們的美好事蹟多的舉不勝舉,他們生活簡樸,知足幸福,一心為主,真的生活在了信仰和以主為樂的精神天堂裡。伊布拉罕·本艾德海姆(主降慈憫)說過:「假如帝王和王公貴族們真正明白我們所享受的恩典,他們肯定會提著劍來與我們爭搶!」

        各位教胞:

        淡泊今世並非指對自己過分吝嗇,強迫自身去承受難以忍受的艱難困苦,而是指一個人只取自己合法所需,不奢侈浪費或將物質享受視為人生的最終目標,同時遠離非法和疑似非法事物,以善行為後世而做準備,這就是淡泊知足的意義所在:「你要用安拉所賜謀求後世,不要忘卻你在今世的福分。」(《古蘭經》28章77節)

        伊本甘義目(主降慈憫)說過:「淡泊是指清心寡欲,而非兩手空空。」

        我講這些,祈望主饒恕我們大家,向主懺悔吧!主是至恕至慈的。


感謝流覽伊斯蘭之光網站,歡迎轉載並注明出處。

TAG: 呼圖白 淡泊 知足
頂:187 踩:232
對本文中的事件或人物打分:
當前平均分:-0.26 (1066次打分)
對本篇資訊內容的質量打分:
當前平均分:-0.2 (946次打分)
【已經有2010人表態】
549票
感動
487票
路過
447票
高興
527票
同情
上一篇 下一篇
發表評論

網友評論僅供網友表達個人看法,並不表明本網同意其觀點或證實其描述。

查看全部回復【已有0位網友發表了看法】