你的位置:伊斯蘭之光 >> 主頁 >> 人生與社會 >> 精神昇華 >> 詳細內容 在線投稿

萬惡之源(呼圖白)

排行榜 收藏 打印 發給朋友 舉報 來源: 本站原創    作者:admin
熱度4317票  瀏覽711次 【共0條評論】【我要評論 時間:2009年7月30日 22:07

  呼圖白講壇

( 阿漢對照第137講 )

 一卅柯 · 韓文成    編譯

خطبة الجمعة بتاريخ 2 من شعبان 1430هـ الموافق 31 / 7 / 2009م

伊斯兰纪元143089 / 公元20097月31日主麻演讲


أُمُّ الْخَبَائِثِ

萬惡之源

 

الْحَمْدُ ِللهِ الذِي كَرَّمَ الإِنْسَانَ وَمَيَّزَهُ بِالْعَقْلِ عَلَى سَائِرِ الْمَخْلُوقَاتِ، وَأَرْشَدَهُ إِلَى مَا فِيهِ صَلاَحُ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ فِي الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَأَبَاحَ لَهُ الطَّيِّباتِ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْمَضَارَّ وَالْخَبَائِثَ وَسَائِرَ الْمُؤْذِيَاتِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ فَاطِرُ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمُؤَيَّدُ بِالْمُعْجِزَاتِ؛ اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الثِّقَاتِ الأَثْبَاتِ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَأُوصِيكُمْ-أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ وَنَفْسِي- بِتَقْوَى اللهِ الْعَظِيمِ وَطَاعَتِهِ؛ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى:﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ]الحديد: 28(.

إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ:

إِنَّ الْعَقْلَ مِنْ أَجَلِّ مَا وَهَبَ اللهُ تَعَالَى لِلإِنْسَانِ؛ فَقَدْ جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ مَناطَ التَّكْلِيفِ؛ أَمْراً وَنَهْياً، فِعْلاً وَتَرْكاً، وَمَيَّزَهُ بِهِ عَنِ الْعَجْمَاوَاتِ، وَمَسْلُوبُ الْعَقْلِ فَاقِدُ الأَهْلِيَّةِ لِلْقَيَامِ بِالتَّكَالِيفِ الشَّرْعِيَّةِ بِنَصِّ حَدِيثِ النَّبِيِّ r؛ فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ:"رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنِ الْمُبْتَلَى حَتَّى يَبْرَأَ وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَكْبُرَ".[رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ].وَإِنَّ الْخَمْرَ تُغَطِّي الْعَقْلَ وَتُعَطِّلُهُ، وَلِذَا سُمِّيَ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ سَتْرِ رَأْسِهَا: خِمَاراً، وَلاَ شَكَّ أنَّ أَفْضَلَ مَا فِي الإِنْسَانِ عَقْلُهُ، فَإِذَا دَبَّتِ الْخَمْرُ فِي رَأْسِ شَارِبِهَا، وَفَقَدَ بِهَا وَعْيَهُ وَإِدْرَاكَهُ؛ فَعَلَ الأَفَاعِيلَ كُلَّهَا؛ مِمَّا لَمْ يَكُنْ يَخْطُرُ لَهُ عَلَى بَالٍ، وَأَتَى فِي سَبِيلِ ذَلِكَ بِأَنْوَاعِ الْفَوَاحِشِ وَالْفُجُورِ، وَلَرُبَّمَا سَبَّ وَشَتَمَ وَلَعَنَ الدِّينَ وَالْمُسَلِمِينَ، بَلْ وَلَعَلَّهُ اقْتَرَفَ الإِثْمَ مَعَ مَحَارِمِهِ، وَارْتَكَبَ جَمِيعَ الْمُوبِقَاتِ؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُـولَ  اللَّهِ r يَقُولُ: "الْخَمْرُ أُمُّ الْفَوَاحِشِ، وَأَكْبَرُ الْكَبَائِرِ؛ مَنْ شَـرِبَهَا وَقَعَ عَلَى أُمِّهِ وَخَالَتِهِ وَعَمَّتِهِ"[رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ]، ومِنْ أَجْلِ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَى شُرْبِ الْخَمْرِ مِنَ الشُّرُورِ؛ حَرَّمَهَا كَثِيرٌ مِنَ الْعُقَلاَءِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَبْلَ الإِسْلاَمِ؛ كَقَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ؛ فَإِنَّهُ شَرِبَ الْخَمْرَ يَوْماً؛ فَغَمَزَ ابْنَتَهُ، وَشَتَمَ وَالِدَيْهِ، وَضَرَبَ امْرَأَتَهُ؛ فَلَمَّا أَفَاقَ؛ أُخْبِرَ بِمَا صَنَعَ؛ فَأَنْشَدَ قَائِلاً:

رَأَيْتُ الْخمْرَ فَاسِــدَةً وَفِيهَا             خِصَالٌ تُفْسِدُ الرَّجُلَ الْحَلِيمَا

 فَإِنَّ الْخَمْرَ تَفْضَحُ شَارِبِيهَا              وَتُجْنِيهِمْ بِهَا الأَمْــرَ الْعَظِيـمَا

فَلاَ وَاللهِ أَشْـــرَبُهَا صَحِيحاً               وَلاَ أُشْفَى بِهَا أَبَداً  سَقِيمَـا

مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ:

الْخَمْرُ حَرَامٌ، وَشَارِبُهَا عَاصٍ لِلهِ تَعَالَى، وَفَاسِقٌ يَسْتَحِقُّ الْعُقُوبَةَ مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ فِي الدُّنْيَا، وَلَهُ فِي الآخِرَةِ الْعِقَابُ الْوَخِيمُ الأَلِيمُ إنْ لَمْ يَتُبْ، قَالَ ابْنُ حَجَرٍ الْهَيْتَمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:"أَمَّا شُرْبُ الـخَمْرِ وَلَوْ قَطْرَةً مِنْهَا؛ فَكَبِيرَةٌ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ إِجْمَاعاً".وَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَمْرَ عَلَى مَرَاحِلَ؛ فَفِي أَوَّلِ الأَمْرِ كَانَ الْمُسَلِمُونَ يَشْرَبُونَهَا؛ بَعْدَ أَنْ كَانُوا شَبُّوا عَلَيْهَا فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ وَمُعاذاً وَآخَرِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ y قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ: أَفِتنَا فِي الْخَمْرِ؛ فَإِنَّهَا مَذْهَبَةٌ لِلْعَقْلِ مَسْلَبَةٌ لِلْمَالِ؟ فَأَنْـزَلَ اللهُ تَعَالَى قَوْلَهُ: ]يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا( ]البقرة:219(، فَتَرَكَهَـــــا قَوْمٌ، ثُـمَّ نَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ( ]النساء:43(؛ فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ اجْتَنَبَهَا قَوْمٌ، وَقَالُوا: لاَ خَيْرَ فِي شَيْءٍ يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الصَّلاَةِ، وَفِي آخِرِ الأَمْرِ نَزَلَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ]المائدة:90-91(؛ فَقَالَ عُمَرُ t:"انْتَهَيْنَا رَبَّنَا".وَالْحِكْمَةُ فِي وُقُوعِ التَّحْرِيمِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ: أَنَّ اللهَ تَعَالَى عَلِمَ أَنَّ النُّفُوسَ كَانَتْ قَدْ أَلِفَتْ شُرْبَ الْخَمْرِ، فَلَوْ مُنِعُوهَا مَرَّةً وَاحِدَةً؛ لَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ؛ فَمِنْ رَحْمَتِهِ رَفَقَ بِهِمْ؛ فَحَرَّمَهَا عَلَى مَرَاحِلَ مُتَعَدِّدَةٍ.

وَأَمَّا أَضْرَارُ الْخَمْرِ وَآفَاتُهَا فَمَا أَكْثَرَهَا أيُّهَا الْعُقَلاَءُ! وَمِنْ ذَلِكَ: أَضْرَارُهَا عَلَى الْجِسْمِ؛ حَيْثُ تُضْعِفُ مَنَاعَتَهُ، وَتَجْعَلُهُ عُرْضَةً لِلأَمْرَاضِ الْمُخْتَلِفَةِ، وَكُلُّ الْمَؤسَّسَاتِ الطِّبِّيَّةِ مُتَّفِقَةٌ عَلَى أَنَّ آثَارَهَا عَلَى الْجِسْمِ وَخِيمَةٌ وَأَلِيمَةٌ. وَأَمَّا أَضْرَارُهَا الْمَالِيَّةُ، فَهِيَ تُؤَدِّي إِلَى إِتْلاَفِ مَالِ الشَّارِبِ، وَتُشَجِّعُهُ عَلَى القُعُودِ عَنِ الكَسْبِ، وَالْكَسَلِ عَنْ تَتَبُّعِ الرِّزْقِ الْحَلاَلِ، وَهِيَ مَدْعَاةٌ لإِهْدَارِ الثَّرْوَةِ العَامَّةِ لِلأُمَّةِ. وَعَنْ أَضْرَارِهَا الخُلُقِيَّةِ لاَ تَسْأَلْ! فَهِيَ بَابٌ عَرِيضٌ لِجَرَائِمِ العِرْضِ والشَّرَفِ؛ فَإنَّ الشَّارِبَ يَزُولُ عَقْلُهْ؛ فَتَثُورُ غَرَائِزُهُ وَيَصِيرُ كَالْبَهَائِمِ؛ لاَ تَعْرِفُ حَلاَلاً مِنْ حَرَامٍ!وَمِنْ أَضْرَارِهَا النَّفْسِيَّةِ:مَا تُؤَدِّي إِلَيْهِ مِنَ الاِضْطِرَابِ النَّفْسِيِّ، وَالشُّذُوذِ الْخُلُقِيِّ، وَالْغَضَبِ بِلاَ مُوجِبٍ، وَالْبَلادَةِ الْمَقِيتَةِ، وَقِلَّةِ الْمُبَالاَةِ.وَمِنْ أَشَدِّ أَضْرَارِهَا عَلَى الأُسْرَةِ: تَمْزِيقُهَا لِرَوَابِطِ الْعَائِلَةِ، وَتَدْمِيرُهَا لِعَلاَئِقِ أَفْرَادِهَا. وَفِي الْجُمْلَةِ: إِذَا زَالَ الْعَقْلُ؛ وَقَعَ الْمَخْمُورُ فِي أَنْوَاعِ الْخَبَائِثِ كُلِّهَا.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

الْخَمْرُ أُمُّ الْخَبَائِثِ التِي تَجُرُّ شَارِبَهَا إِلَى ارْتِكَابِ الْجَرَائِمِ، وَانْتِهَاكِ الْمُحَرَّمَاتِ، وَالْوَاقِعُ فِي حَبَائِلِهَا مُقْبِلٌ بِلا شَــكٍّ عَلَى شَرٍّ عَظِيمٍ وَإِثْمٍ مُضَاعَـفٍ، وَاسْـمَعُوا إِلَى مَـا قَالَ عُثْمَانُ بْـنُ عَفَّانَ t: «اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ. إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ فِيمَنْ خَلاَ قَبْلَكُمْ يَتَعَبَّدُ وَيَعْتَزِلُ النَّاسَ؛ فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ غَوِيَّةٌ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَها أَنْ تَدْعُوَهُ لِشَهَادَةٍ، فَدَخَلَ مَعَهَا، فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَاباً أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ، حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ، عِنْدَهَا غُلامٌ وَآنِيَةُ خَمْرٍ؛ فَقَالَتْ: إِنَّي وَاللهِ مَا دَعَوْتُكَ لِشَهَادَةٍ، وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ، أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلامَ، أَوْ تَشْرَبَ الْخَمْرَ؛ فَسَقَتْهُ كَأْساً، فَقَالَ: زِيدُونِي؛ فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا، وَقَتَلَ النَّفْسَ؛ فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ؛ فَإِنَّهَا لاَ تَجْتَمِعُ هِيَ وَالإِيمَانُ أَبَداً إِلاَّ أَوْشَكَ أَحَدُهُمَا أَنْ يُخْرِجَ صَاحِبَهُ»[رَوَاهُ النَّسَائِيُّ].وَقَدْ وَرَدَ عَنِ النَّبِيِّ r فِي تَأْكِيدِ حُرْمَةِ الْخَمْرِ؛ أَنَّهُ لَعَنَ فِيهَا أَصْنَافاً؛ فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ:لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ r فِي الْخَمْرِ عَشْرَةً:"عَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَشَارِبَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ، وَسَـاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَآكِلَ ثَمَنِهَا، وَالْمُشْتَرِيَ لَهَا، وَالْمُشْـتَرَاةَ لَهُ" [رواهُ الترمذيُّ]، وقَالَ النَّبِيُّ r:"لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ"[رَوَاهُ البُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ t].

عِبَادَ اللهِ:

وَأَمَّا عُقُوبَةُ شَارِبِ الْخَمْرِ فِي الآخِرَةِ؛ فَإِنَّهَا عَظِيمَةٌ مُفْزِعَةٌ؛ فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَه وَغَيْرُهُمْ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r:"مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ وِسَكِرَ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً. وَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ؛ فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ؛ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً؛ فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ؛ فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ؛ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً؛ فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ؛ فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ عَادَ: كَانَ حَقّاً عَلَى اللهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ رَدَغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا رَدَغَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: "عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ"، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أنَّهُ قَالَ:إِنَّ النَّبِيَّ r قَالَ:" لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ: مَنَّانٌ وَلا عَاقٌّ وَلا مُدْمِنُ خَمْرٍ"[رواهُ النسـائيُّ]، وقَالَ r: "مُدْمِنُ الْخَمْرِ إِنْ مَاتَ لَقِيَ اللَّهَ كَعَابِـدِ وَثَنٍ"[أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما]. فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاسْتَجِيبُوا لِدَاعِي الهُدَى مِنْ رَبِّكُمْ، وَتَرَفَّعُوا عَنْ كُلِّ ما يُغْوِيكُمْ، ويَنْقُصُ مِنْ دِينِكُمْ، وَاسْمُوا بِأَنْفُسِكُمْ عَنِ التَّدَنِّي وَالْهُبُوطِ فِي هَذِهِ الرَّذِيلَةِ، التِي جَعَلَ الإِسْلامُ عُقَوبَةَ شَارِبِها الْجَلْدَ؛ تَقْلِيلاً مِنْ شَأْنِهِ، وَإِهَانَةً لَهُ، وَكَفَى بِهَا مِنْ ضَعَةٍ وَخَيْبَةٍ وَهَوَانٍ وَضَيَاعِ حَيَاةٍ، وَأَعْظِمْ بِهَا حَسْرَةً وَنَدَامَةً! رَوَى البُخَارِيُّ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ t قَالَ:كُنَّا نُؤْتَى بِالشَّارِبِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ r وَإِمْرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ؛ فَنَقُومُ إِلَيْهِ بِأَيْدِينَا وَنِعَالِنَا وَأَرْدِيَتِنَا؛ حَتَّى كَانَ آخِرُ إِمْرَةِ عُمَرَ فَجَلَدَ أَرْبَعِينَ؛ حَتَّى إِذَا عَتَوْا وَفَسَقُوا جَلَدَ ثَمَانِينَ". جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَسْتَمِعُ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُ أَحْسَنَهُ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ المسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

  讚美安拉使人類憑藉理智優越於其他被造物,使人具備明辨是非和趨利避害的本能,他允許人類享用美好事物,禁止人類使用不潔和有害之物。我見證萬物非主,惟有安拉,獨一無二、創造天地的主;我見證先知穆罕默德是主的僕人和顯示奇跡的使者,願主賜福安於他和聖裔及立場堅定毫不動搖的聖伴們!

各位穆斯林:

  我囑告你們和我自己要敬畏和順從偉大無比的主,至尊主說:“信士們啊!你們要敬畏安拉和相信他的使者,他就會賜給你們雙倍的慈憫,為你們創造一道藉以行走正道的光明,並會饒恕你們的過錯。安拉是至恕至慈的主。”(《古蘭經》57章28節)

各位教胞:

  理智是造物主賦予人類的最大恩典之一,也是責成人類執行主的各項指令的基礎,人類也正因此而有別於其他動物。而喪失理智的人是不承擔教法責任的,先知(主賜福安)說:“三種人被免於追究責任:睡著的人、瘋癲的人、未成年人。”(阿伊莎傳述《艾卜達伍德聖訓錄》)

  在阿拉伯語中,“酒”與“頭巾”是同一個詞根,意指酒會蒙罩人的理智而使人喪智。理智無疑是人類最寶貴之物,但若在酒精的作用下失去了理智,人就會做出自己意想不到的放蕩和不道德行為。穆斯林一旦喝了酒也會做出有辱教門的事情來,有的甚至會犯下各種大罪。先知(主賜福安)說過:“酒乃萬惡之源,飲酒是極其嚴重的大罪,喝醉了酒的人甚至會與自己的母親、姑母和姨媽犯下亂倫之罪。”(伊本安巴斯傳述《推蔔拉尼聖訓錄》)

  早在伊斯蘭之前的蒙昧時期,一些有識之士因意識到酒的危害性而自覺禁酒,如蓋斯•本阿綏目曾在酒後調戲女兒、辱駡父母、毆打老婆,酒醒後得知自己失態,於是吟詩戒酒:

酒乃穢物        壞人綱紀
醉酒亂性        膽大妄為
我誓戒之        永不飲酒

各位穆斯林:

  伊斯蘭嚴禁飲酒,那些違禁飲酒的墮落者在今世會受到主的懲罰,若不悔改必將在後世遭受更嚴厲的痛刑。伊本哈賈爾•海台米(主降慈憫)說:“飲酒哪怕一滴,也是一項公認的大罪。”

  伊斯蘭最初禁酒是分幾個階段實施的:起先因積習難改尚准穆斯林飲酒,後來歐麥爾、穆阿茲和其他聖伴們對先知說:“安拉的使者啊!請您給我們做出決斷,酒這個東西確實害人喪智破財。”於是先知接到了主的啟示:“他們問你有關飲酒和賭博的問題,你說:‘這兩樣都有大的弊害,也會給人帶來一些利益,但其弊大於利。’”(《古蘭經》2章219節)

  然後人們陸續自覺地棄酒,至尊主又降下啟示:“信士們啊!你們不要在醉酒時禮拜,直到你們明白自己所說的話。”(《古蘭經》4章43節)

  接到這段啟示後人們開始戒酒,他們說:“阻礙我們禮拜的必不是什麼好東西。”於是至尊主降下了最後的禁令:“【90】信士們啊!飲酒、賭博、崇拜偶像、求籤算命是一種穢行,屬於惡魔的行為,你們應當遠離,但願你們成功。【91】 惡魔只想借飲酒和賭博在你們之間製造仇恨,並阻礙你們讚頌安拉和禮拜,你們會戒絕嗎?”(《古蘭經》5章90-91節)大賢歐麥爾(主降喜愛)在聽到這段啟示後立即回應道:“主啊!我們戒絕了。”

  以這種方式禁酒的寓意在於:至尊主深知人們已嗜酒成性,假如要求他們一步到位,恐難自覺禁酒,主出於仁慈才以循序漸進的方式推行禁酒令。

  對有識之士不言自明,酒對人的危害是多方面的:

  1)有害於身體。酒會減弱人體免疫功能,使人容易感染各種疾病,醫學公認酒對身體的傷害是巨大的。

  2)有害于財富。酒會耗費財富,卻使人消極懶惰、不求上進,對社會公共財富造成極大浪費。

  3)有害於精神。酒會使人尊嚴掃地,令人喪失理智,就像動物一樣本性畢露,辨不清是非黑白。

  4)有害于心理。酒會導致心理紊亂,使人變得脾氣古怪、喜怒無常、遲鈍笨拙、麻木不仁。

  5)有害於家庭。酒會破壞家庭的和睦氣氛,使家庭成員四分五裂反目成仇。

  總之,人一旦喝醉酒失去了理智,就能幹出各種各樣令人不齒的醜事和壞事。

  酒是萬惡之源,它會使人亂性妄為,陷入酒潭中的人肯定會犯各種大罪。大賢奧斯曼•本阿凡(主降喜愛)曾說:“你們要遠離酒,酒乃萬惡之源。從前有一位離群索居、專心拜主的修士被一個蕩婦看中,她派丫環騙請修士來給人做個見證。修士到來後剛一進門,丫環就把門從外面鎖上了。修士只見一位漂亮女子在等他,旁邊放著一瓶酒,還有一個童子侍立于側。那女子說:‘我叫你來的真正目的不是為了做見證,而是要你與我發生關係。你三選一:要麼答應我的要求,要麼殺死這個孩子,要麼把這瓶酒喝了。’他考慮再三便選擇了酒,不料幾杯酒下肚後他不僅與她發生了性關係,並且還殺了人!所以,你們要遠離酒,因為酒與信仰互相排斥永不相容。”(《奈薩依聖訓錄》)

  先知(主賜福安)一再強調禁酒,並詛咒各種與酒打交道的人。聖伴艾奈斯•本馬利克(主降喜愛)傳述:“安拉的使者詛咒與酒沾邊的十種人:釀酒者、求人釀酒者、飲酒者、運酒者、替人運酒者、上酒者、賣酒者、享受酒利者、買酒者、替人買酒者。”(《帖密濟聖訓錄》)

  先知(主賜福安)說:“穆斯林在姦淫時不算信士,偷東西時不算信士,飲酒時不算信士,但是可以向主懺悔。”(艾卜胡萊賴傳述《布哈裏聖訓錄》)

安拉的僕民啊!

  在後世對飲酒者的懲罰是非常恐怖的。聖伴阿蔔頓拉•本阿慕爾•本阿斯(主降喜愛)傳述:“安拉的使者說:‘凡是喝醉酒的人,其四十天的拜功不被接受,在此狀態下死去必進火獄,如果悔過安拉准其懺悔;如果再犯,其四十天的拜功不被接受,在此狀態下死去必進火獄,如果悔過安拉准其懺悔;如果再犯,其四十天的拜功不被接受,在此狀態下死去必進火獄,如果悔過安拉准其懺悔;如果再犯,安拉在複生日必令其喝膿瘡汁。’人們問:‘什麼是膿瘡汁?’聖使回答說:‘就是火獄人身上的膿血汁。’”(《艾哈邁德聖訓錄》《奈薩依聖訓錄》《伊本瑪傑聖訓錄》等)

  先知(主賜福安)說:“示恩的人、忤逆的人、嗜酒的人進不了天堂。”(阿蔔頓拉•本阿慕爾傳述《奈薩依聖訓錄》)

  還說:“嗜酒的人死後見主時等同於拜偶像的人。”(伊本安巴斯傳述《艾哈邁德聖訓錄》)

  所以,你們要敬畏安拉,響應主的號召拋棄引誘犯罪和損害信仰的不潔之物,要潔身自好不要自甘墮落。在伊斯蘭國家,根據教法要對飲酒者進行鞭笞以儆效尤,這是多麼可恥和令人丟臉的事情啊!聖伴薩伊布•本耶齊德(主降喜愛)說:“從前在先知時期、艾蔔拜克爾當政時期、歐麥爾執政初期,一旦抓到喝酒的人,我們就用手或鞋子、腰帶揍四十下。後來在歐麥爾執政後期,決定對飲酒者鞭笞四十,對屢犯者鞭笞八十。”(《布哈裏聖訓錄》)

  願主使我們大家成為聽勸遵經之人。我講這些,祈望主饒恕我和你們大家,向主懺悔吧!主是至恕至慈的。


感謝流覽伊斯蘭之光網站,歡迎轉載並注明出處。
TAG: 呼圖白
頂:159 踩:219
對本文中的事件或人物打分:
當前平均分:-0.51 (1017次打分)
對本篇資訊內容的質量打分:
當前平均分:-0.11 (949次打分)
【已經有1972人表態】
596票
感動
426票
路過
440票
高興
510票
同情
上一篇 下一篇
發表評論

網友評論僅供網友表達個人看法,並不表明本網同意其觀點或證實其描述。

查看全部回復【已有0位網友發表了看法】